فصل: أحاديث الجمع بين الأذان والإقامة

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: نصب الراية لأحاديث الهداية **


 أحاديث الجمع بين الأذان والإقامة

- لا يستحب لمن أذن أن يقيم عندنا‏.‏ وعند مالك، وقال الشافعي‏.‏ وأحمد‏:‏ يستحب لنا‏:‏ ما أخرجه أبو داود ‏[‏في ‏"‏ باب الرجل يؤذن، ويقيم آخر‏"‏ ص 83 الإسناد إسناده، وسياق المتن عند أحمد‏:‏ ص 42 - ج 4، وأخرجه الدارقطني‏:‏ ص 91‏]‏ عن أبي سهل محمد بن عمرو عن محمد بن عبد اللّه عن عمه عبد اللّه بن زيد أنه أُري الأذان، قال‏:‏ فجئت إلى النبي ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ فأخبرته، فقال‏:‏ ‏"‏ألقه على بلال‏"‏، فألقيته عليه، فأذن، ثم أراد أن يقيم، فقلت‏:‏ يا رسول اللّه أنا رأيت، فأريد أن أقيم، قال‏:‏‏:‏ ‏"‏فأقم أنت‏"‏، فاقام هو وأذن بلال، انتهى‏.‏ وأعلّوه بأبي سهل ‏[‏راجع ‏"‏التهذيب‏"‏ ص 328 - ج 9، فإنه ذكر محمد بن عمرو أبا سهل للتمييز، والذي عد من رواة أبي داود هو محمد بن عمرو الأنصاري المدني، وهو مقبول‏:‏ قال في ‏"‏التهذيب‏"‏‏:‏ الحديث الذي أخرجه أبو داود في الأذان في ‏"‏مسند أحمد‏"‏ من الطرق المذكورة، فوقع مكنى ‏"‏أبا سهل‏"‏ قلت‏:‏ الحديث في ‏"‏المسند‏"‏ ص 42 - ج 4، وفيه‏:‏ أبو سهل عن محمد بن عمرو‏]‏ تكلم فيه ابن معين‏.‏ وغيره، قالوا‏:‏ وعلى تقدير صحته، فإنما أراد تطيب قلبه، لأنه رأى المنام، أم لبيان الجواز، واستدلوا بحديث الصدائي‏:‏ من أذن فهو يقيم، رواه أبو داود‏.‏ والترمذي ‏[‏في ‏"‏باب الرجل يؤذن، ويقيم آخر ص 83، والترمذي في ‏"‏باب من أذن فهو يقيم‏"‏ ص 28، وابن ماجه في ‏"‏باب السنة في الأذان‏"‏ ص 53، والطحاوي‏:‏ ص 85، ويأتي الحديث في‏:‏ ص 151، وابن أبي شيبة‏:‏ ص 145‏]‏ وابن ماجه من حديث عبد الرحمن بن زياد الأفريقي عن زياد بن نعيم الحضرمي عن زياد بن الحارث الصدائي، قال الترمذي‏:‏ إنما نعرفه من حديث الأفريقي، وقد ضعفه سعيد القطان‏.‏ وغيره، وقال أحمد‏:‏ لا أكتب حديث الأفريقي، وحديث عبد اللّه بن زيد أخرجه الطحاوي في ‏"‏شرح الآثار ‏[‏في ‏"‏باب الرجلين‏:‏ يؤذن أحدهما، ويقيم الآخر‏"‏ ص 85، والدارقطني‏:‏ ص 90‏]‏‏"‏ عن عبد السلام بن حرب عن أبي العميس عن عبد اللّه بن محمد بن عبد اللّه بن زيد عن أبيه عن جده أنه حين أُرِي الأذان أمر النبي ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ بلالًا، فأذن، ثم أمر عبد اللّه، فأقام‏.‏

- حديث آخر أخرجه أبو حفص عمر بن شاهين في ‏"‏كتاب الناسخ والمنسوخ‏"‏، وأبو الشيخ الأصبهاني في ‏"‏كتاب الأذان‏"‏ والخطيب البغدادي عن سعيد بن أبي راشد المازني ثنا عطاء بن أبي رباح عن ابن عمر أن النبي ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ كان في مسير له، فحضرت الصلاة، فنزل القوم فطلبوا بلالًا فلم يجدوه، فقام رجل، فأذن، ثم جاء بلال، فذكر له، فأراد أن يقيم، فقال عليه السلام‏:‏ ‏"‏مهلًا يا بلال، فإنما يقيم من أذن‏"‏، قال ابن أبي حاتم في ‏"‏العلل ‏[‏ص 123‏]‏‏"‏‏:‏ قال أبي‏:‏ هذا حديث منكر، وسعيد هذا منكر الحديث ضعيف ‏[‏تمامه، وقال مرة‏:‏ متروك الحديث، اهـ‏.‏‏]‏‏.‏ قال في ‏"‏الإمام‏"‏‏:‏ هكذا وقع في لفظ رواية أبي داود الطيالسي‏:‏ حدثنا محمد بن عمرو الواقفي عن عبد اللّه بن محمد الأنصاري عن عمه عبد اللّه بن زيد ‏[‏ذكر الإسناد ولم يذكر المتن، وليس متن حديث عبد اللّه بن زيد، كمتن حديث ابن عمر ليكتفى به، فلعلّ ههنا خرمًا، وعبارة المتن كما في ‏"‏مسند الطيالسي‏"‏ ص 148 هكذا‏:‏ أنه رأى الأذان في المنام، فأتى النبي صلى اللّه عليه وسلم، فذكر ذلك له، قال‏:‏ فأذن بلال، وجاء عمي إلى النبي صلى اللّه عليه وسلم، فقال‏:‏ يا رسول اللّه إني أرى الرؤيا، ويؤذن بلال، قال‏:‏ ‏"‏فأقم أنت‏"‏، فأقام عمي، اهـ‏]‏ قال‏:‏ وهو أصح من الأول، انتهى‏.‏

- الحديث التاسع ‏[‏تنبيه‏:‏ هذا الحديث أورده الطيالسي في ‏"‏مسند - عبد اللّه بن زيد بن عاصم الأنصاري‏"‏ والصحيح أنه حديث عبد اللّه بن زيد بن عبد ربه، وهذا هو صاحب الرؤيا دون بن عاصم، واللّه أعلم‏]‏‏:‏ روي عن النبي ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ أنه

- قضى الفجر غداة ليلة التعريس، بأذان وإقامة، وأعاده في ‏"‏باب إدراك الفريضة‏"‏،

قلت‏:‏ روي من حديث أبي هريرة‏.‏ وعمران بن حصين‏.‏ وعمرو بن أمية الضمري‏.‏ وذي مخبر‏.‏ وعبد اللّه بن مسعود‏.‏ وبلال‏.‏

- فحديث أبي هريرة، أخرجه أبو داود في ‏"‏سننه ‏[‏في ‏"‏باب من نام عن صلاة أو نسيها‏"‏ ص 69 - ج 1‏.‏‏]‏‏"‏ حدثنا موسى بن إسماعيل ثنا أبان ثنا معمر عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة في هذا الخبر ‏"‏يعني قصة التعريس‏"‏، قال‏:‏ فقال رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ‏:‏ ‏"‏تحولوا عن مكانكم الذي أصابتكم فيه الغفلة‏"‏، قال‏:‏ فأمر بلالًا، فأذن، وأقام، وصلى، انتهى‏.‏ قال أبو داود‏:‏ رواه مالك‏.‏ وسفيان بن عيينة‏.‏ والأوزاعي‏.‏ وعبد الرزاق عن معمر‏.‏ وابن إسحاق، لم يذكر أحد منهم الأذان، في حديث الزهري هذا، ولم يسنده منهم أحد إلا الأوزاعي‏.‏ وأبان العطار عن معمر، انتهى‏.‏ وحديث أبي هريرة، رواه مسلم ‏[‏في ‏"‏باب قضاء الفائتة‏"‏ ص 238 - ج 1‏]‏ فلم يذكر فيه الأذان، أخرجه عن يونس عن الزهري به، وفيه‏:‏ ثم توضأ رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ، وأمر بلالًا، فأقام الصلاة، فصلى بهم الصبح، الحديث‏.‏

- وأما حديث عمران بن حصين، فرواه أبو داود ‏[‏في ‏"‏المواقيت - في باب من نام عن صلاة أو نسيها‏"‏ ص 70‏.‏‏]‏ أيضًا‏:‏ حدثنا وهب بن بقية عن خالد عن يونس عن الحسن عن عمران بن حصين أن رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ كان في مسير له، فناموا عن صلاة الفجر، فاستيقظوا بحرِّ الشمس، فارتفعوا قليلًا حتى استقلت الشمس، ثم أمر مؤذن، فأذن، فصلى ركعتين قبل الفجر، ثم أقام، ثم صلى الفجر، انتهى‏.‏ وحديث عمران بن حصين في ‏"‏الصحيحين‏"‏ عن أبي رجاء العطاردي عن عمران بن حصين، وليس فيه ذكر الأذان ولا الإقامة، بل ولا ذكر فيه الوضوء بالجملة ‏[‏أما الإقامة، فلم أر في رواية الصحيحين، وأما الوضوء والأذان، ففي البخاري في ‏"‏التيمم - في باب الصعيد الطيب وضوء المسلم‏"‏ ص 49، ولفظه‏:‏ ثم نزل فدعا بوضوء فتوضأ، ونودي بالصلاة فصلى بالناس، اهـ‏.‏ إلا أنه ليس بصريح في الأذان، واللّه أعلم‏.‏‏]‏ ولفظه، فقال‏:‏ ارتحلوا، فسار بنا حتى إذا ابيضت الشمس، قام، فصلى ‏[‏في مسلم ص 140 ‏"‏نزل فصلى‏"‏‏.‏‏]‏ بنا الغداة، الحديث ورواه أحمد في ‏"‏مسنده ‏[‏في ص 441 - ج 1‏.‏‏]‏‏"‏، وابن حبان في ‏"‏صحيحه‏"‏ في النوع الثامن، من القسم الخامس من حديث هشام عن الحسن عن عمران، فذكره، وزاد‏:‏ فقلنا‏:‏ يا نبي اللّه ألا نقضيها ‏[‏في نسخة ‏"‏ألا نقضها‏؟‏‏"‏‏.‏‏]‏ لوقتها من الغد‏؟‏ فقال لهم النبي ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ‏:‏ ‏"‏أينهاكم اللّه عن الربا، ويقبله منكم‏؟‏‏"‏، انتهى‏.‏ ورواه الحاكم كذلك في ‏"‏المستدرك ‏[‏ص 274 وفيه‏:‏ ثم أمر المؤذن فأذن، ثم صلى الركعتين قبل الفجر، إلخ‏.‏‏]‏‏"‏ بدون الزيادة، وقال‏:‏ حديث صحيح على ما قدمنا من صحة سماع الحسن من عمران بن حصين، وإعادته عليه السلام الركعتين، لم يخرجاه، انتهى‏.‏ قال في ‏"‏الإمام‏"‏‏:‏ ورواه ابن خزيمة في ‏"‏صحيحه‏"‏ ولفظه‏:‏ ثم أمر بلالًا فأذن‏.‏

- وأما حديث عمرو بن أمية الضمري، فرواه أبو داود أيضًا ‏[‏في ‏"‏المواقيت - في باب من نام عن صلاة أو نسيها‏"‏ ص 71، وكذا الرواية التي بعدها‏.‏‏]‏ من حديث حيوة بن شريح عن عياش ين عباس القتباني أن كليب بن صبيح حدثه أن الزبرقان حدثه عن عمه عمرو بن أمية الضمري، قال‏:‏ كنا مع رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ في بعض أسفاره، فنام عن الصبح حتى طلعت الشمس، فاستيقظ رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ، فقال‏:‏ ‏"‏تنحوا عن هذا المكان‏"‏، قال‏:‏ ثم أمر بلالًا، فأذن، ثم توضؤا، وصلوا ركعتي الفجر، ثم أمر بلالًا، فأقام الصلاة، فصلى بهم صلاة الصبح، انتهى‏.‏

- وأما حديث ذي مخبر، فرواه أبو داود أيضًا من حديث حزير بن عثمان، حدثني يزيد بن صُليح عن ذي مخبر الحبشي - وكان يخدم النبي ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ - في هذا الخبر، قال‏:‏ فتوضأ ‏"‏يعني النبي ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ‏"‏ وضوءًا لم يلن ‏[‏في النسخة المطبوعة، لأبي داود - التي بأيدينا - ‏"‏لم يلث‏"‏، وهو قريب ‏"‏بلم يلن‏"‏‏.‏‏]‏ منه التراب، ثم أمر بلالًا فأذن، ثم قام النبي ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ فركع ركعتين، غير عَجل، ثم قال لبلال‏:‏ أقم الصلاة، ثم صلى، وهو غير عَجل، انتهى‏.‏

- وأما حديث ابن مسعود، فرواه ابن حبان في ‏"‏صحيحه‏"‏ من حديث القاسم بن عبد الرحمن عن أبيه عن عبد اللّه بن مسعود، قال‏:‏ سرنا ذات ليلة مع رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ، فقلنا‏:‏ يا رسول اللّه لو أمسينا الأرض فنمنا، رَعَتْ ركائبنا، قال‏:‏ ‏"‏فمن يحرسنا‏؟‏‏"‏ قلت‏:‏ أنا، قال‏:‏ فغلبتني عيني، فلم توقظني إلا وقد طلعت الشمس، ولم يستيقظ رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ إلا بكلامنا، قال‏:‏ فأمر بلالًا فأذن، ثم أقام فصلى بنا، انتهى‏.‏ ورواه أبو داود ‏[‏في ‏"‏المواقيت‏"‏ ص 71، والطحاوي‏:‏ ص 296، وفيه ‏"‏زمن تبوك‏"‏‏.‏‏]‏ غير مفسر، ولفظه عن عبد الرحمن بن أبي علقمة، قال‏:‏ سمعت عبد اللّه بن مسعود، قال‏:‏ أقبلنا مع رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ زمن الحديبية، فقال رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ‏:‏ ‏"‏من يكلؤنا‏؟‏‏"‏ فقال بلال‏:‏ أنا، فناموا حتى طلعت الشمس، فاستيقظ النبي ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ، فقال‏:‏ ‏"‏افعلوا كما كنتم تفعلون‏"‏ قال‏:‏ ففعلنا، قال‏:‏ ‏"‏فكذلك فافعلوا لمن نام أو نسي‏"‏، انتهى‏.‏

- وأما حديث بلال ‏[‏وسيأتي في‏:‏ ص 296، وأخرجه الدارقطني في ‏"‏سننه‏"‏ ص 146، ولم يذكر الإقامة‏.‏‏]‏، فرواه البزار في ‏"‏مسنده‏"‏ حدثنا محمد بن عبد الرحيم‏.‏ والفضل بن سهيل‏.‏ قالا‏:‏ ثنا عبد الصمد بن النعمان ثنا أبو جعفر الرازي عن يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب عن بلال أنهم ناموا مع رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ في سفر حتى طلعت الشمس، فأمر رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ حين قاموا بلالًا، فأذن ثم صلى ركعتين، ثم أقام بلال فصلى بهم النبي ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ صلاة الفجر بعد ما طلعت الشمس، انتهى‏.‏ قال البزار‏:‏ وقد رواه غير عبد الصمد، فقال‏:‏ عن سعيد بن المسيب مرسلًا، انتهى‏.‏

واعلم أن شيخنا علاء الدين استشهد لحديث الكتاب بما أخرجه مسلم ‏[‏في ‏"‏باب قضاء الصلاة الفائتة‏"‏ ص 239 - ج 1‏.‏‏]‏ عن أبي قتادة، وليس فيه حجة، ولفظه‏:‏ قال‏:‏ خطبنا رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ، فقال‏:‏ ‏"‏إنكم تسيرون يوكم وليلتكم وتأتون الماء غدًا إن شاء اللّه‏"‏ إلى أن قال‏:‏ فمال رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ عن الطريق فوضع رأسه، ثم قال‏:‏‏"‏احفظوا علينا صلاتنا‏"‏ فكان أول من استيقظ رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ، والشمس في ظهره، قال‏:‏ فقمنا فزعين، ثم قال‏:‏ ‏"‏اركبوا‏"‏ فركبنا، فسرنا، حتى إذا ارتفعت الشمس نزل، ثم دعا بميضأة كانت معي فيها شيء من ماء، ثم قال لأبي قتادة‏:‏ ‏"‏احفظ على ميضأتك، فسيكون لها نبأ‏"‏، ثم أذن بلال بالصلاة، فصلى عليه السلام ركعتين، ثم صلى الغداة، فصنع كما كان يصنع كل يوم، الحديث‏.‏ وفيه‏:‏ ليس في النوم تفريط إنما التفريط على من لم يصل الصلاة حتى يجيء وقت الصلاة الأخرى، وفيه أيضًا ‏"‏إن ساقي القوم آخرهم شربًا‏"‏، فيحتمل أنه أراد بقوله‏:‏ فصنع كما كان يصنع كل يوم، إقامة الأركان، فليس صريحًا في المقصود، وقد ذكر هذا في غير هذا الحديث، وذكره البخاري ‏[‏في ‏"‏باب الأذان‏"‏ بعد الوقت‏"‏ ص 83 في ‏"‏المواقيت‏"‏‏.‏‏]‏ مختصرًا، ولفظه‏:‏ عن أبي قتادة، قال‏:‏ سرنا مع النبي ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ ليلة، فقال بعض القوم‏:‏ لو عرست بنا يا رسول اللّه، قال‏:‏ ‏"‏أخاف أن تناموا عن الصلاة‏"‏ فقال بلال‏:‏ أنا أوقظكم، فاضطجعوا، وأسند بلال ظهره إلى راحلته، فغلبته عيناه، فنام، فاستيقظ النبي ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ، وقد طلع حاجب الشمس، فقال‏:‏ ‏"‏يا بلال أين ما قلت‏؟‏، قال‏:‏ ما ألقيت علي نومة مثلها قط، قال‏:‏ إن اللّه قبض أرواحكم حين شاء، وردها عليكم حين شاء، يا بلال قم فأذن بالناس بالصلاة‏"‏، فتوضأ، فلما ارتفعت الشمس وابياضت، قام فصلى، انتهى‏.‏ وليس كل من اللفظين صريحًا في المسألة، بل فيه احتمال يظهر بالتأمل‏.‏

- الحديث العاشر‏:‏ قال النبي ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ لبلال‏:‏

- ‏"‏لا تؤذن حتى يستبين لك الفجر هكذا‏:‏ ومدّ يده عرضًا،

قلت‏:‏ أخرجه أبو داود ‏[‏في ‏"‏باب الأذان قبل دخول الوقت‏"‏ ص 86‏]‏ عن شداد عن بلال أن رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ، قال له‏:‏ ‏"‏لا تؤذن حتى يستبين لك الفجر، هكذا‏:‏ ومدَّ يديه عرضًا‏"‏، انتهى‏.‏ وسكت عنه، وأعله البيهقي بالانقطاع، قال في ‏"‏المعرفة‏"‏‏:‏ وشداد مولى عياض لم يدرك بلالًا، انتهى‏.‏ وقال ابن القطان‏:‏ وشداد أيضًا مجهول لا يعرف بغير رواية جعفر بن برقان عنه، انتهى‏.‏